Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Présentation

  • : Le blog kazar
  • : blog d'échanges et du partage du savoir et du savoir faire en histoire-géographie, entre professeurs,etudiants,chercheurs et toute personne qui s'interesse aux sciences humaines en général
  • Contact

Recherche

21 mai 2013 2 21 /05 /mai /2013 23:50

 

ذ. الصاوي عبد اللطيف          مادة التاريخ

ثانوية لوي ماسنيون   السنة النهائية: الشعبة الدولية

الشرق الأوسط : موطن توتر و صراع منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.

شأنها شأن مناطق أخرى من العالم، عاشت منطقة الشرق الأوسط تحديات تصفية الاستعمار و الحرب الباردة و الاستقرار و السلم... لكن الرهانات الخاصة بالمنطقة، تفسر وضعها المعقد في العلاقات الدولية و الجيوستراتيجية الإقليمية على امتداد القرن العشرين، و في مقدمة هذه الرهانات، القضية الفلسطينية و رهان البترول و الهويات المتداخلة...

لماذا تعد منطقة الشرق الأوسط بؤرة توتر كبرى في العالم؟

ما طبيعة الرهانات و التحديات بالمنطقة؟

كيف نفسر استمرار و تجدد الصراعات بالشرق الأوسط منذ 1954؟

    الشرق الأوسط منطقة تماس ساخنة، متناقضة وغير مستقرة.

      رهانات جيوستراتيجية بالغة التعقيد:

 جسر، ملتقى طرق و معبر:

جسر يصل آسيا بإفريقيا، و ملتقى طرق العالم، يتوفر على كل مقومات التحرر و النهوض، لذا تعمل القوى العظمى ذات المصالح المشتركة على الحفاظ على وضع المنطقة المجزأ المتأخر، و كوسيلة لتحقيق هذا الهدف، كان لابد من فصل الجزء الإفريقي عن الجزء الآسيوي عن طريق إقامة حاجز بشري قوي، حليف إستراتيجي للغرب، الذي احتاج كذلك إلى تأمين المعابر و المضايق لضمان حرية الملاحة البحرية : قناة السويس، باب المندب، مضيق هرمز، البوسفور، الدردنيل...

 رهان الهوية: العرق، الدين، المذهب، الإديلوجيا...

الشرق الأوسط مهد الديانات التوحيدية الثلاث: اليهودية و المسيحية و الإسلام، كما أنه موطن حضارات عريقة: الحضارة العربية الإسلامية و الفارسية و العثمانية... و هو أيضا مركز لطوائف مسيحية متنوعة في كل من لبنان و سوريا و مصر و مذاهب إسلامية ، كالسنة و الشيعة... و هويات عرقية مشتتة في أكثر من بلد كما الأكراد في تركيا و إيران و العراق و سوريا ، هذا فضلا عن الهويات الإيديلوجية و الحزبية: القوميون، البعثيون، الناصريون، الاشتراكيون، الليبراليون، الإخوان المسلمون...و تتنثل بؤرة التماس الأكثر تناقضا في دولة إسرائيل و القضية الفلسطينية.

  رهانات الماء كمورد حيوي:

أنهار المشرق و منابع المياه لا تتوافق مع الحدود السياسية للدول، أنهار تنبع من دول الجوار، فهي بالتالي ذات طبيعة دولية (النيل، دجلة، الفرات...) و ادول المنبع ميزة استراتيجية تجاه دول المجرى و المصب، نسبة تحكم دول الجوار الجغرافي غير العربية في شرايين المياه العربية تقدر ب 85% بذلك فالماء في الشرق الأوسط مورد نادر في منطقة قاحلة  الشيء الذي يؤدي إلى صراعات حوله: بين تركيا و سوريا و العراق حول مياه دجلة و الفرات / بين العراق و إيران حول مياه شط العرب/ بين الأردن و إسرائيل حول مياه نهر الأردن/ بين لبنان و إسرائيل حول مياه الليطاني/ بين مصر و السودان و دولة جنوب السودان و إثيوبيا حول مياه النيل...

  رهان البترول:

البترول تروة استراتيجية في المنطقة ( 3/2 من الاحتياطي العالمي). أثار اكتشاف المزيد منه، منذ فترة ما بين الحربين تهافت شركات النفط العالمية لانتزاع عقود الامتياز النفطي الطويلة الأمد دون تحديد الكميات المسنخرجة و مقابل ريوع جزافية رمزية ( royalties )

للدولة المالكة ، الشيء الذي وفر للشركات العالمية الأمريكية و الإنجليزية خصوصا، أرباحا خيالية على حساب نضوب الثروات البترولية و الغازية.

إذا كانت تصفية الاستعمار البريطاني و الفرنسي قد تحققت خلال التصف الأول من القرن 20 بالنسبة للعديد من دول المنطقة، فإن التحرر الاقتصادي المتمثل في رغبة هذه الدول في مراقبة مواردها النفطية و استرداد حقوقها الوطنية في ممارسة السيادة على ترواتها: كمشاريع تأميم شركات النفط الأجنبية في العراق سنه 1924 و في الكويت 1973 و في المملكة العربية السعودية 1980 و مشاريع تنسيق السياسة الطاقية ضمن منظمة الدول المصدرة للبترول OPEP   المؤسسة سنة 1960 ، هذه الرغبة ما فتئت تقلق الدول العظمى، و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي أبانت عن عدم تساهلها مع من يمس مصالحها الحيوية ( الإطاحة بمشروع " المصدق" سنة 1951 الداعي إلى تأميم البترول الإيراني، إغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز الداعي إلى استعمال سلاح حضرتصدير البترول العربي إلى الدول المساندة لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973.

 رهانات دولية جديدة حول المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

منذ عقد الخمسينيات، دخل الشرق الأوسط في منطق الحرب الباردة، حيث تنافس القطبان على مناطق النفوذ، كان للمشاعر القومية و الوطنية التي ألهبها تأسيس دولة إسرائيل، و نكية 1948 و العدوان الثلاثي على مصر ضدا على قرار تأميم  الرئيس المصري جمال عبد الناصر لقناة السويس، دورا كبيرا في تأكيد عدد من دول المنطقة على توجهاتها القومية و التحررية.

تعلقت آمال شعوب المنطقة بسلطة العسكر الانقلابيين، خاصة ثورة "الضباط الأحرار" في مصر سنة 1952 . و قد حظي "النظام الناصري"و "الأنظمة البعثية" في كل من سوريا و العراق و اليمن بدعم سوفياتي عسكري و سياسي قوي، بينما تغلغل الأمريكيون في إسرائيل، حليفهم الاستراتيجي و في تركيا العضو في الحلف الأطلنتي و في المملكة العربية السعودية و دول الخليج العربي عبر الشركات البترولية و في إيران بتقوية نظام " شاه إيران"

كانت هزيمة العرب ضد إسرائيل في يونيو 1967 محكا قاسيا لتجارب الأنظمة العسكرية في البلدان العربية. أشاعت هذه الهزيمة الخيبة في نظم الحكم العسكري إذ لم تحقق أي من الأهذاف الأساسية الكبرى: التنمية، تحرير الأرض ة الوحدة.

خلال السبعينيات تقوت حركة الإسلام السياسي الرافض للنموذج الغربي للدولة الللائكية و المنادي بإقرار مرجعية القرآن كمصدرفي  التشريع و التسيير و "بالحكم بما أنزل الله"، و قد شكل نجاح الثورة الإسلامية بإيران سنة 1978 بزعامة آية الله الخميني دعما سياسيا و إيديلوجيا  لحركات إسلامية متمرسة كحركة الإخوان المسلمين في مصر و سوريا و لأخرى ظهرت لاحقا ، أكثر تشددا كحركة "حماس" بفلسطين أو أكثر تطرفا و جهادية كتنظيم " القاعدة" ذي الأصول الحجازية اليمنية.

غداة تفكك الاتحاد السوفياتي سنة 1991، خرجت منطقة الشرق الأوسط من منطق الحرب الباردة، و أصبحت الولايات المتحدة، سيدة الموقف بها، تزايدت قواعدها العسكرية عقب حرب الخليج الثانية 1991 و انكشف تدخلها السياسي و الاقتصادي و العسكري في جل دول المنطقة، محددة مصالها في:

تأمين تدفق البترول و الغاز من المنطقة إلى أمريكا و حلفائها من دون انقطاع و بأسعار مقبولة.

حماية أمن و مستقبل إسرائيل.

 

منع انتشار النفوذ السياسي و العسكري الإيراني، خاصة بعد انكشاف طموحها النووي، و في نفس الوقت السعي إلى تفادي المجابهات الخطيرة.

الحفاظ على علاقات جيدة مع الدول العربية المعتدلة.

و لعل تجربة حرب الخليج 1991 و تدخلها في العرا2003 و قلب نظام صدام حسين، خير مثال على هيمنتها المطلقة كقطب أوحد.

           القضية الفلسطسنية و تطور الصراع العربي الإسرائيلي .

 توطئة

حافظت الامبراطورية العثمانية على التوازن داخل العالم المتوسطي بين العالم الاسلامي و الغرب المسيحي إلى حدود الحرب العالمية الأولى التي عجلت بانهيارها.تكمن بذور تدهور البناء الأساسي للإمبراطورية العثمانية في شساعتها و امتدادها الجغرافي و تحكمها في خليط بشري لم يتطور اقتصاديا و ثقافيا، بناء امبراطوري منظم على أساس القيام بالحرب و الجبايات

من أسباب التفكك كذلك، فشل سياسة " التتريك" التي تبنتها حركة " تركيا الفتاة" و التي اسفرت عن نتائج عكسية تمتلت في تزايد حركات الانفصال عن الحكم المركزي في كل من اليونان و ارمينيا و الجزيرة العربية بدعم تآمري من انجلترا لشريف مكة الحسين بن علي. اكتسحت الثورة العربية ضد الأتراك معظم مدن الحجاز و الأردن و العراق و سوريا و نجحت في تصفية الإدارة التركية من البلاد العربية، و ما كادت الحرب العالمية تضع أوزارها حتى سقطت معظم الأقطار العربية تحت السيطرة الإنجليزية و الفرنسية.

عند دخول تركيا الحرب العالمية، أعلنت الجهاد ، لكن ذلك لم يجد نفعا.خرجت منهزمة من الحرب و فرضت عليها معاهدة سيفر Sevres  بشروطها القاسية. و في أبريل 1920 وقع الساسة الأوربيون في مؤتمر  San Remo  تحت لإشراف عصبة الأمم   SDN  على اتفاقية تنظيم شؤون الانتداب من أجل وضع الترتيبات النهائية لتقاسم احتلال المشرق العربي في إطار النظام الاستعماري المعروف بالإنتداب   le mandat     :

تقسيم سوريا الكبرى إلى سوريا و لبنان ووضعهما تحت الاتنداب الفرنسي.

خلق كيانات تابعة للانتداب البريطاني و تعيين أبناء الشرسف الحسين بن علي ملوكا على بعضها.

ترك فلسطين في وضع خاص.

 جذور القضية الفلسطينية و تطورها إلى غاية قيام دولة إسرائيل سنة 1947.

التقت على الأرض الفلسطينية ثلاث قوى تفاعلت فيما بينها لتخلق بصراعاتها القضية الفلسطينية: الامبريالية البريطانية، الحركة الصهيونية و الحركة القومية العربية.

الحركة الصهيونية: نشأتها و تحالفها مع الامبريالية البريطانية من أجل استعمار فلسطين.

الحركة الصهيونية، حركة سياسية ذات أيديلوجية استعمارية و استيطانية و توسعية و عنصرية، تهدف إلى إنشاء "دولة قومية يهودية" في فلسطين، برزت في نهاية القرن 19 و حظيت بدعم من القوى الاستعمارية الكبرى و خاصة بريطانيا في فترة ما بين الحربين و الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، و لتحقيق هدفها الساعي إلى إقامة وطن قومي ليهود الشتات على أرض فلسطين، اعتمدت الحركة الصهيونية على أجهزة تشرف على تنظيم و تمويل الاستيطان و مكاتب تشرف على الاستعمار و ملشيات مسلحة تهرب السلاح و تستعمل العنف ضد الفلسطينيين من أبرزها الهاغانا HAGANAH  .

توافقت الأطماع الصهيونية في فلسطين مع مصالح الاستعمار البريطاني الذي سهل استيطان اليهود بها.

في سياق الأطوار الأولى للحرب العالمية الأولى و أمام التفوق العسكري لدول المحور بزعامة ألمانيا، ساومت بريطانيا اللوبي الصهيوني العالمي لإقناع الولايات المتحدة الأمريكية بالمشاركة في الحرب إلى جانب الحلفاء عندما انسحبت روسيا من الحرب، و في المقابل التزمت بريطانيا بمقتضى وعد بلفور  Balfour   ببدل كل الجهود من أجل تاسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، و قد منح صك الانتداب البريطاني الموقع سنة 1920 للصهاينة عدة امتيازات، أهمها ضمان إنشاء وطن قومي لليهود و الاعتراف بالوكالة اليهودية و تسهيل هجرة اليهود و تبني العبرية لغة رسمية في فلسطين.

استفاد اليهود من سياسة إدارة الانتداب في فلسطية بإنشاء الوستوطنات الزراعية و تشجيع الاستثمارات الصناعية و احتكار اليهود لعمليات التصدير و الاستيراد و التضييق على القلاح الفلسطيني بمنع تصدير محاصيله الذي اضطر إلى بيع أرضه للمشتري اليهودي الذي قدم أثمنة سخية.

تتويج المخطط الصهيوني الامبريالي بإعلان قيام دولة إسرائيل.

تميز رد الفعل العربي بفلسطين بمعارضة المخططات الصهيونية و البريطانية منذ البداية و اتخدت هذه المعارضة شكل الاحتجاج و التنديد و الإضراب و العمل المسلح، خاصة إثر تهافت يهود أوربا على فلسطين، و تمثل ثورة عز الدين القسام سنة 1935 مظهرا من مظاهر انتشار الروح القومية عند العرب داخل فلسطين و في البلاد العربية المجاورة.

كان موقف إدارة الانتداب أن أعلنت قرار تقسيم فلسطين إلى دولة عربية و أخرى يهودية، مع الاحتفاظ بالقدس تحت إشراف بريطانيا.

مع بدء تنسحاب القوات الإنجليزية من فلسطين، أعلن الصهاينة في ماي 1947 قيام دولة إسرائيل في القسم الذي منحه إياهم قرار التقسيم، و شرعوا في طرد الفلسطينيين من ديارهم و ارتكاب المجازر في حقهم ( مذبحة دير ياسين) و كانت "النكبة" سنة 1948 استولى إثرها الإسرائيليون على 77 %   من مساحة فلسطين، فأجبر ما يقارب مليون فلسطيني على النزوح إلىالضفة الغربية و قطاع غزة. 

:تطورت القضية الفلسطينية بعد قيام دولة إسرائيل 

بمجرد الإعلان عن قيام دولة إسرائيل سارعت الدول العظمى إلى الاعتراف بالدولة الجديدة ،اهتمت إسرائيل منذ البداية بتقوية جيشها و شرعت في مصادرة الأراضي الفلسطينية و تشريد الشعب الفلسطيني بتحويله إلى لاجئين

أدت سياسة التوسع الإسرائيلية إلى تطور القضية الفلسطينية إلى صراع عربي إسرائيلي و تسببت هذه النزعة التوسعية في انفجار هذا الصراع متمثلا في اندلاع حرب يونيو 1967 ،احتلت إثرها إسرائيل أجزاء واسعة من الأراضي العربية في كل من مصر و سوريا و الأردن 

إثر تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964 على يد ياسر عرفات ،أصبحت هذه المظمة طرفا فاعلا في الصراع العربي الإسرائيلي  

 

 

 

 

 

Partager cet article
Repost0

commentaires